نفحات من الماضى

(( نفحات ٌ من ألماضي ))



ما طـــابَ عيش ٌ لي في الدُنـــــــيا
بغيابـك ِ ولاهَجرنا موثـِقا ً وعُهــــــودا


سنينٌ أربعٌ مَضت مُذ فِراقــُنا بها
أوقــِدَتْ بنفسي نــــارا ً بلا عـــــــودا


أتلهف ُ فيها شوقا ً للحبيب ِ كلهفة ِ
ألرضيع ُ ثغره ُ للرضاعة ِ مشـــدودا


وما أصابني منها إلا أرق ٌ أحز ْ
عيونا ً أسهدها دمع ٌ غير ُ مــردودا


جــِراحٌ وآلامٌ أخفـَتْ ملامِــحـُنا
وأضحى فؤادي بـِحـُــزنِها مكـــدودا


فِـــراقٌ أردى أحلامُــنـا بــؤسا ً
بعد أن كانتْ كجمال ُ الربيع ِ ورودا


فللـّه دُرُك يا تـُرابُ فقد حِـزتْ
حلما ً لعاشــق ٍ به ِ كانَ مـَوعـــودا


مالنا بعدُكـُم إلا ذكرياتٌ صارمة ٌ
كالسيـف أحَــالت أيامُــــنا ســــودا


وأيـام ٌ ما زلتُ أذكــُرُ لياليــــها
طعمُها كطعــــم ِ الشَـــهدِ جـــودا


فيا عيونٌ كفى دمعا ً فـما بــانَ
لك ِ يوما ً من الحبــيب جـــُحودا


وعزائـُكِ بمشاهدٍ أصبحت ذكرى
لأيام ٍ شــاءت ألأقــدارُ أن لا تعــودا


ألا يا تلُ الروض ِ أتذكـُرعشيقين...
فوق ثــُراك قـد شَــغِفوا الصُـــــعودا


وياجَبلُ الرياحين لِمْ أراكَ شابـَكَ...
الحُزنُ أصـد ّعنكَ المُحبين صُــدودا


وأين ألشموعُ التي كـُنت بها منيرا ً...
هل خبى نـُورُها ســطوا ً بلا حــُدودا


وبـأرض ِ سـومـَر أضّحت ليــــالي
ألسُـمر ِ لـِصفــــاء ِ حـُـبـِنا شـُــــهودا


فوالله ما نسيناك ِ رُغم بـُعـدَ ألديار ِ
ولـَمْ نـَجــف ُما كـانَ بينـَنا مَعــقــــودا


فأن فرّقــتنا دُنيـــــا زائلة ٌ فــفــي
جــــِنان ِ الخـُــلدِ نأمـــــلُ الخـُــــلودا


فيا أرضُ ألحـَدباء ِ رفـقا بحبيبٍ..
تحــت ثـُـــراك ِ قــد هـوى رقــــودا